تغييب القضية الفلسطينية والقدس وصفقة القرن

قمم مكة الطارئة  في ظل المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي  وتغييب القضية الفلسطينية والقدس وصفقة القرن

  • قمم مكة الطارئة  في ظل المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي  وتغييب القضية الفلسطينية والقدس وصفقة القرن

افاق قبل 5 سنة

قمم مكة الطارئة  في ظل المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي  وتغييب القضية الفلسطينية والقدس وصفقة القرن

المحامي علي ابوحبله / رئيس المكتب السياسي لحزب العداله الفلسطيني 

وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، السبت، دعوة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية، لعقد قمتين خليجية وعربية 30 مايو/ أيار الجاري طارئتين في مكة المكرمة.

وقال المصدر إن الدعوة لعقد القمتين الخليجية والعربية الطارئتين بمكة في 30 مايو/ أيار الجاري "تأتي في ظل هجوم مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات ومحطتي ضخ نفطية بالمملكة".وأشار إلى حرص الملك سلمان على "التشاور والتنسيق مع مجلس التعاون وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". ودعوة الملك سلمان لعقد القمتين الخليجية والعربية تأتي بالتزامن مع القمة الإسلامية المقررة بمكة المكرمة، وفق فضائية "العربية" السعودية.

القمم الطارئة في مكة نهاية الشهر الحالي  تأتي في ظل مخاطر حقيقية تتهدد المنطقة برمتها بفعل السياسة الحمقاء للاداره الامريكيه برئاسة ترمب  وباتت مدفوعة من قبل إسرائيل لتحقق أهدافها في المنطقة وتوسيع المشروع الصهيوني لاستكمال الهيمنة على مقدرات المنطقة ، الحرب على العراق والصراع على سوريا مصلحه إسرائيليه ، والحرب ضد إيران هدف تسعى إسرائيل لان يتحقق منذ زمن  ، وان تحريف أولوية الصراع مع إسرائيل لتصبح أولويته إيران مهد لإسرائيل أن تنخرط بالتحالف مع دول الاعتدال العربي ضمن محاولات المقايضة على القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية

 القمة الخليجية والقمة العربية المنوي عقدها في مكة ووصفت بالطارئة حسب نص البيان محورها إيران ضمن رسائل ترغب السعودية إرسالها إلى طهران على ضوء استهداف منصتي نفط في الظهران من قبل الحوثيين وتعرض أربع سفن للتخريب في ميناء الفجيرة .

الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ   والمفروض أن لا تغيب عن القمم المذكورة القضية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس وكيفية التصدي لصفقة القرن وغياب القضية الفلسطينية لن يحل قضية الصراع الخليجي مع إيران ولا يمكن مقايضة القضية الفلسطينية بقضية الصراع مع إيران

في أبريل/ نيسان من العام الماضي، دعت السعودية إلى "قمة عربية" في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، اختار لها عاهل السعودية اسم قمة القدس، وتبين أن القمة حملت عنوان القدس لكن  طغى عليها مواجهة الخطر الإيراني، ثم مواجهة خطر الشعوب العربية، إذ نصّت الفقرة الثانية في البيان الختامي، بصراحة على أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك "المبني على منهجية واضحة وأسس متينة تحمي أمتنا من الأخطار المحدقة بها، وتعيد الأمل للشعوب العربية"التي عانت من ويلات الربيع العربي، وما تبعه من أحداثٍ وتحولاتٍ، كان لها الأثر البالغ في إنهاك جسد الأمة الضعيف ونأت بها عن التطلع لمستقبل مشرق".

أما الموضوع الفلسطيني، والصراع مع إسرائيل ، فقد حسمته صحيفة الرياض، في مقال استبق عقد المؤتمر، ذهب فيه صاحبه، وهو نائب رئيس التحرير، إلى إنه إذا حضر الماء بطل التيمم، ثم أكمل في العنوان "قمة الظهران.. سلام مع إسرائيل ومواجهة مع إيران"، ولخص القصة كلها في عباراتٍ شديدة الوضوح، كان نصها "اليوم لا خيار أمام العرب سوى المصالحة مع إسرائيل، وتوقيع اتفاقية سلام شاملة، والتفرّغ لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، وبرنامجها النووي، ووضع حد لتدخلاتها في الشؤون العربية، وهو خيار لا يقبل أي تبرير أو تأخير، أو حتى مساوماتٍ ومزايداتٍ على القضية الفلسطينية؛ لأن إيران تشكّل تهديداً مباشراً على الكل".

قيل كلام كثير في ذلك الوقت عن أن الكاتب لا يمثل إلا نفسه، ولا يعبر عن الإدارة السعودية، غير أن الأحداث والوقائع التالية لعقد قمة الظهران، تكشف أن  قمة الظهران آنذاك بقيادة الرياض، خلال عام كامل، لم تفعل سوى ما نادى به المقال، من السعي إلى كسب رضا إسرائيل ، والكفاح من أجل زيادة العداء مع ايران ، والدفع  للجانب الأميركي أن يشعل نار حربٍ على إيران، لا تبقي ولا تذر..

الدعوة السعودية  إلى "لعبة القمم" فتطلب عقد قمتين، عربية وخليجية، على هامش قمة إسلامية، في مكة، الموضوع الأساس فيها رصّ الصفوف ضد إيران، على وقع التلويح بمواجهة أميركية - إيرانية شاملة، بدأت صيحاتها في التراجع والخفوت، فيما لا يزال " المعادون لإيران " المندفعون نحو إسرائيل يمنّون النفس باندلاع الحرب على طهران.

بات التخوف حقا من الارتهان للولايات المتحدة، و الخضوع الكامل لمعسكر الهيمنة والابتزاز بقيادة دونالد ترامب. عن إدراك ووعي، بتنا وقود معركة واشنطن وإسرائيل ضد طهران لمصلحة الأمن الإسرائيلي ومقايضة العرب على أمنهم القومي بالقبول بصفقة القرن والتنازل عن القدس لإسرائيل ،  جنباً إلى جنب مع الكيان الإسرائيلي، وقوداً بخساً لمشروع ضرب المنطقة وتمزيقها والإجهاز على قضاياها التاريخية.

ما يعدّه الأميركيون لإيران أو للقضية الفلسطينية، في ظلّ ترتيب المنطقة على أساس اصطفافين اثنين لا ثالث لهما: إما معاداة إيران والارتماء في الخندق ـــ الأميركي ـــ الإسرائيلي الذي يسرّع السير في مشروع «صفقة القرن» بموازاة ضرب إيران كسلّة واحدة، وإما اختيار التمرّد والمقاومة أو حتى الحياد وبالتالي القبول بدفع ثمن «غضب» أمريكا وحليفها إسرائيل .

قمة خليجية وأخرى عربية على هامش القمة الإسلامية. قمم لن يتداعى إليها زعماء العرب والمسلمين لتباحث خطر «صفقة القرن» الداهم، الذي يخرج البيت الأبيض اليوم أولى فرماناته.  مستغله أمريكا حالة العداء بين طهران ودول الخليج العربي  استكمالاً لعملية حرف البوصلة ودور الرافعة لواشنطن وتل أبيب وإشعال الفتن في المنطقة لصالحهما، ولصالح تحقيق امن اسرائيل على حساب الأمن القومي العربي

وسط هذه الأجواء وقبيل انعقاد القمم الثلاث في مكة المكرمة ، خرج الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، ليبقي التوتر على مستواه، عبر تغريدة كتب فيها: «إذا أرادت إيران القتال فستكون النهاية الرسمية لها. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبداً». ولم يشر ترامب إلى مناسبة تغريدته، وما إذا كانت رداً على استهداف محيط السفارة الأميركية في بغداد قبل ساعات من التغريدة، أو التهديدات التي تحدّثت عنها واشنطن في الأيام الماضية وأرسلت بناء عليها حاملة الطائرات إلى المنطقة.

وحقيقة القول أن ما يجري بات ضمن دراما واقعية، من تأليف بنيامين نتنياهو، وضع خطوطها في الرابع من أغسطس/ آب 2014، حين زف إلى العالم بشرى خروج تشكّل "حلف إقليمي جديد"، يجمع إسرائيل ودولاً عربية باتت تُعرف بأنها "معسكر الاعتدال" لمواجهة إيران، ثم جرى إشهارها برعاية دونالد ترامب في احتفال أسطوري حول البلورة السحرية في الرياض قبل عامين. وهنا مكمن الخوف والحذر  من أن تنزلق المنطقة فعلا لمخاطر الحرب والملحمة الكبرى لتدمر المنطقة وتحقق لإسرائيل أحلامها وأهدافها في تحقق المشروع الصهيوني لإسرائيل الكبرى  بدليل أن قمم  مكة  تغيب عنها القضية الفلسطينية  والقدس ومواجهة صفقة القرن

التعليقات على خبر: قمم مكة الطارئة  في ظل المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي  وتغييب القضية الفلسطينية والقدس وصفقة القرن

حمل التطبيق الأن